مع تسارع التطور التكنولوجي، أصبح الذكاء الاصطناعي محور نقاش واسع حول تأثيره العميق على الحياة اليومية. وقد زاد هذا الجدل بعد إعلان شركة OpenAI عن دمج تقنية “شات جي بي تي” مع تطبيق “واتساب”، مما يعكس توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة. ولكن مع هذا الانتشار السريع، تُثار تساؤلات حول التداعيات المحتملة لهذا التطور
الدكتور محمد أمين المحفوظي، الباحث المتخصص في علوم المعلومات والتواصل، يصف الذكاء الاصطناعي بأنه لم يعد مجرد تقنية متقدمة بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ويوضح أن هذه التقنية تُستخدم من قِبل الجميع، سواء كانوا طلابًا، باحثين، أو مستخدمين عاديين. ويشير إلى أن شركات كبرى، مثل ميتا، تُبسط الوصول إلى الذكاء الاصطناعي من خلال منصات مثل “واتساب” و”ميسنجر”، ما يمنح المستخدمين إمكانية الحصول على إجابات دقيقة وسريعة في مختلف المجالات
رغم هذه الفوائد، يحذر المحفوظي من التداعيات الأخلاقية والمعرفية لتنامي دور الذكاء الاصطناعي. فهو يصف هذه التقنية بأنها « مكننة صناعية » تعتمد على الكفاءة وسرعة معالجة البيانات، لكنه يخشى من أن يؤدي الاعتماد الزائد عليها إلى تراجع الذكاء البشري وإضعاف القدرات الإبداعية. ويعتبر أن العقل البشري يظل العنصر الأكثر تطورًا، ويجب ألا يُهمّش لصالح الآلات
وبينما يقر المحفوظي بفوائد الذكاء الاصطناعي، خاصة في تسهيل الوصول إلى المعلومات وتحقيق إنجازات علمية، فإنه يلفت الانتباه إلى الجوانب السلبية لهذه التقنية. من أبرز هذه السلبيات استخدامها في إدارة النزاعات المسلحة، حيث تتخذ آلات قرارات مميتة تفتقر إلى البعد الإنساني، مما يزيد من تعقيد الصراعات ويقلل من فرص الحلول السلمية
على الصعيد المجتمعي، يرى المحفوظي أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية تعيد تشكيل المجتمعات بطرق قد تتجاوز تأثير الثورة الصناعية. لكنه يدعو إلى نهج نقدي في التعامل مع هذه التقنية، مشددًا على ضرورة أن يكون تطوير الذكاء الاصطناعي موجّهًا نحو خدمة الإنسانية واحترام القيم الأخلاقية
في ختام حديثه، يؤكد المحفوظي أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو تحدٍّ أمام البشرية لإيجاد توازن بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية
