يُحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات جذرية في العديد من المجالات، ولم يكن قطاع الرعاية الصحية مستثنى من هذه الثورة. ويستفيد خاصة مجال التصوير الطبي من تكاثف دمج الذكاء الاصطناعي، مما يوفر للمختصين أدواتًا قوية لتحسين تشخيصاتهم وتعزيز رعاية المريض
تشخيص أسرع وأكثر دقة
وفقًا للدكتور أحمد العلامي، الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطب الأشعة والتصوير الطبي (FNRIM) والجمعية المغربية لطب الأشعة، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية يقلل بشكل كبير من وقت التشخيص. ومن خلال تحسين معالجة البيانات، تتيح هذه التقنية الحصول على نتائج أسرع، مما يؤدي أحيانًا إلى تقليل مدة الفحوصات إلى النصف
الذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ: التصوير بالرنين المغناطيسي في دقائق
يعتمد الذكاء الاصطناعي على قواعد بيانات ضخمة تجمع الصور الطبية من جميع أنحاء العالم. ويتم إثراء هذه القواعد باستمرار وتكييفها مع الخصوصيات المحلية. ففي المغرب، على سبيل المثال، يُصيب سرطان الثدي عادةً المريضات الأصغر سنًا مقارنةً بأوروبا، وهي خاصية يأخذها الذكاء الاصطناعي في الاعتبار أثناء التحليل
تسمح الأجهزة الطبية الحديثة المجهزة بالذكاء الاصطناعي بتحسين وضعية المريض وسرعة الفحوصات بشكل ملحوظ. فالتصوير بالرنين المغناطيسي الذي كان يستغرق سابقًا 45 دقيقة يمكن الآن إجراؤه في 20 دقيقة في الظروف العادية، وفي 5 دقائق فقط في حالات الطوارئ
أداة مساعدة وليست بديلاً
يؤكد الدكتور العلامي على دور الذكاء الاصطناعي كمساعد لأطباء الأشعة وليس كبديل لهم. فهذه التقنية تبرز بعض العناصر التي قد يغفل عنها الطبيب، لكن القرار النهائي يظل دائمًا بيد المختص. وبالتالي، يعمل الذكاء الاصطناعي بمثابة رأي ثانٍ يعزز جودة التشخيص دون أن يحل محل التدخل البشري
تحديات يجب التغلب عليها: الصيانة والتكاليف المرتفعة
على الرغم من الفوائد العديدة، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي في المغرب يواجه عدة عقبات رئيسية
صيانة الأجهزة: تحتاج الأجهزة إلى صيانة منتظمة، غالبًا من خلال عقود صيانة مع الموردين الدوليين
التكلفة العالية: تتراوح أسعار المعدات بين 8 و18 مليون درهم مغربي (MDH)، مما يحد من تبنيها في المرافق الطبية الصغيرة
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال الذكاء الاصطناعي يغير تدريجيًا مشهد التصوير الطبي في المغرب، مما يوفر آفاقًا جديدة لرعاية مرضى أكثر كفاءة ودقة