Smiafrica
رجاء المتوكل

انطلقت بمدينة ليون الفرنسية واحدة من أبرز التظاهرات متعددة الأطراف في الفضاء الفرنكوفوني، والمتمثلة في الجمعية العامة واللقاء الاقتصادي الفرنكوفوني، التي تنظمها الجمعية الدولية للمناطق الفرنكوفونية (AIRF)، بشراكة مع جهة أوفيرني-رون-ألب. هذا الحدث السنوي الهام يجمع نخبة من المسؤولين المحليين، الحكوميين، والفاعلين الاقتصاديين وممثلي المؤسسات التنموية من مختلف أنحاء العالم الفرنكوفوني، في محطة استراتيجية تروم تعزيز التعاون الترابي والاقتصادي وتبادل الخبرات.
وقد خُصص اليوم الأول للأنشطة الاقتصادية والدبلوماسية، حيث انطلقت الفعاليات بجلسة افتتاحية ناقشت السياسات الترابية في التنمية الاقتصادية، مع التركيز على تثمين الفضاءات الطبيعية والتراث الثقافي كرافعات استراتيجية للنمو. كما عُقدت خلاله اجتماعات اللجان الدائمة لـ AIRF التي تناولت مواضيع الشباب، التكوين، الثقافة، والبيئة، الطاقة، الماء، والمناخ، في حين خُتم اليوم بعشاء رسمي حضره عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة، في مقدمتهم لويز موشيكيوابو ولوران ووكييز.
كما خُصص اليوم الموالي لتسليط الضوء على التحديات الاقتصادية المشتركة داخل الفضاء الفرنكوفوني، من خلال مؤتمر رئيسي شارك فيه قادة أعمال وخبراء اقتصاديون من مختلف البلدان، تمحورت مداخلاتهم حول سبل تعزيز الاستثمار المشترك والتحول الرقمي والتكامل الاقتصادي. وشهد اليوم كذلك عقد ندوات متخصصة حول الرقمنة، الصحة، التمويل، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى جلسات وطنية عرضت تجارب تنموية ملهمة من البنين ورومانيا.
أما اليوم الأخير من القمة، فقد خُصص لعرض مشاريع ملموسة وتجارب تنموية من دول مثل ساحل العاج، مدغشقر، الكونغو الديمقراطية، وتوغو، تمحورت حول تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، تطوير الفلاحة والصناعات الغذائية، وتعزيز اللامركزية والتدبير الترابي. كما تم تنظيم جلسات تشبيك وتبادل الخبرات بين الجماعات الترابية وممثلي الهيئات الدولية والقطاع الخاص.
ويعكس هذا الحدث، عبر تنوع محاوره ومشاركة شخصياته، إرادة جماعية في بناء فضاء فرنكوفوني متكامل، يقوم على العدالة المجالية، التنمية المستدامة، والتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب، في ظل تحديات عالمية متسارعة تتطلب حلولًا مبتكرة وتضامنًا فعّالًا.
بدأت أشغال اليوم الأول باستقبال الوفود في مقر الجهة المنظمة، متبوعًا بجلسة افتتاحية خُصصت لمناقشة السياسات الترابية في التنمية الاقتصادية، وتسليط الضوء على أهمية تثمين الفضاءات الطبيعية والتراث الثقافي. في فترة بعد الظهر، تعقد اجتماعات اللجان الدائمة لـ AIRF، حيث تشتغل على محاور حيوية مثل الشباب والتكوين والثقافة، والبيئة والمياه والطاقة والمناخ. وتُختتم فعاليات اليوم الأول بعشاء رسمي يضم شخصيات مرموقة من أبرزها لويز موشيكيوابو، الأمينة العامة للفرنكوفونية، ولوران ووكييز، رئيس AIRF، إلى جانب وزراء وشخصيات اقتصادية ودبلوماسية.
غدًا، الخميس 5 يونيو، سيكون اليوم مخصصًا بالكامل للأنشطة الاقتصادية، حيث يُفتتح بمؤتمر رئيسي تحت عنوان: « هل تتقاطع تحدياتنا الاقتصادية؟ »، بمشاركة نخبة من الفاعلين في الاقتصاد والاستثمار من دول عدة، من بينهم جوناس داوو (توجو)، تارك شريف (تونس)، بابا أمادو صار (AFD)، وأنيميين بيرين (Digital Skills). ويلي ذلك تنظيم ندوات متخصصة حول الصحة في إفريقيا، التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتمويل المشاريع، إضافة إلى جلسات وطنية تستعرض تجارب البنين ورومانيا في التنمية المحلية والاستثمار.
أما يوم الجمعة 6 يونيو، فسيشهد محاور عملية وموسعة تشمل تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، تنمية الفلاحة والصناعات الغذائية، وتعزيز اللامركزية، مع مشاركة دول كـ ساحل العاج، مدغشقر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتوغو، عبر جلسات وطنية تقدم مشاريع ملموسة وتجارب مبتكرة في التنمية الترابية.
تعكس هذه القمة، من خلال غناها البرنامجي وتنوع المشاركين فيها، طموحًا مشتركًا لبناء فضاء فرنكوفوني أكثر ترابطًا وتعاونًا، قوامه العدالة المجالية، التضامن الاقتصادي، والاستثمار في الإنسان والمجال، في سياق عالمي يتطلب مقاربات شاملة ومستدامة.