في زمن تتسارع فيه التحديات المناخية ويتعاظم فيه الرهان على السيادة الطاقية، يستعد المغرب لاحتضان لقاء غير مسبوق يجمع خبراء دوليين، ومؤسسات مغربية وفرنسية، وممثلين عن قطاع البناء والتمويل، لاستكشاف حلول مبتكرة للإنتاج الذاتي للكهرباء في الشقق والمجمعات السكنية.
لقاء 25 يونيو 2025 بمركز المؤتمرات « كاري دور » في منطقة الوازيس بمدينة الدار البيضاء، يعتبر مبادرة وطنية طموحة ترمي إلى تحقيق 52% من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول سنة 2030، وذلك في وقت لا يزال فيه المغرب يستورد نحو 90% من احتياجاته الطاقية. هذه التبعية الطاقية تفرض على المملكة التفكير في نماذج مبتكرة تعزز استقلالها وتخفف من كلفتها الاقتصادية.
وبينما تُعد الشقق السكنية والعمارات جزءاً كبيراً من النسيج الحضري المغربي، فإنها تظل غير مجهزة إلى حد كبير بأنظمة طاقية بديلة. وهنا تبرز أهمية هذه المبادرة، التي تسلط الضوء على ابتكار فريد من نوعه طورته شركة ناشئة مغربية-فرنسية، انطلقت فكرتها من قلب سيليكون فالي الأمريكية، قبل أن تنتقل إلى أرض الواقع بشراكات عالمية واعدة. هذا الابتكار موجه خصيصاً للبيئات السكنية، سواء في المدن أو القرى المعزولة، التي تمثل ما يقرب من 80% من السوق الحضرية الوطنية.
يهدف اللقاء إلى تقديم هذه الحلول الطاقية للمرة الأولى في المغرب، مع تسليط الضوء على أبعادها التقنية والاقتصادية والبيئية، في حضور نخبة من الفاعلين المؤسساتيين، ومهندسين معماريين، ومطوري العقارات، وهيئات التمويل، التي ستبحث إمكانيات تحويل هذه المبادرات إلى مشاريع قابلة للتنفيذ وممولة بآليات فعالة.
وسيتخلل الحدث مداخلات فكرية وتخصصية، إلى جانب فرص للتبادل المباشر والنقاش بين المشاركين خلال الحفل الختامي، ما يجعله فرصة فريدة لبناء جسور تعاون بين القطاعين العام والخاص في سبيل تعزيز التحول الطاقي بالمغرب.
المنظمون وعدوا بأن يكون هذا اللقاء بمثابة محطة أولى ضمن سلسلة لقاءات، حيث من المنتظر عقد دورة ثانية أكثر رسمية خلال شهر شتنبر المقبل، تأكيداً على التزامهم المستمر بدفع المغرب نحو مستقبل طاقي أكثر استقلالية واستدامة.
إنه ليس مجرد لقاء، بل هو لحظة مفصلية تفتح أمام المغرب نافذة واسعة على سوق الطاقة النظيفة، وتمنح الفاعلين فرصة ليكونوا في صلب هذا التحول التاريخي.
