تهدف الجمعية المغربية للمحترفين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتفويج الخدمات إلى تعزيز عملية الترقية الرقمية في المنطقة، حيث أكدت بذلك التزامها الكبير تجاه التضامن والابتكار. و في مبادرة ملحوظة ولفتة استثنائية، نجحت الAPEBI في تحويل الدواوير التي تأثرت بزلزال الحوز إلى “واحات رقمية” حقيقية في قلب الجبل.
مشروع “سمارت دوار” : مبادرة تضامن بامتياز
“سمارت دوار” هو عنوان هذا المشروع الذي يهدف إلى الحفاظ على الاتصال الإنترنت في دواوير الحوز التي تأثرت بالزلزال، من خلال نشر أطقم الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية والتي تعتمد على الطاقة الشمسية. بفضل تركيب الألواح الشمسية واللمبات الصديقة للبيئة وأطقم الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية، تمكنت هذه المجتمعات من البقاء على اتصال مع باقي العالم، حتى في أصعب الظروف.
تتابع المراحل والإنجازات العملية
شكل يوم الأحد 21 يناير الحالي مرحلة جديدة أساسية في مشروع الدواوير الذكية، حيث شهدت المرحلة الثالثة من المشروع تنفيذ 5 تركيبات، تليها في الوقت نفسه المرحلة الرابعة التي تتضمن 27 تركيبًا، وهو ما يمثل إجمالي 40 تركيبًا بحلول منتصف فبراير 2024. تمكنت هذه النشاطات التضامنية من تحقيق أهدافها و ذلك بالتعاون الوثيق مع منظمة قرى الأطفال SOS Villages d’Enfants Maroc وشركاء آخرين ل APEBI.
التقدم التكنولوجي والدعم المالي
أكد رئيس لجنة العمل الاجتماعي في الجمعية، ادريس غافيس، على عدة إنجازات هامة في المرحلة الأخيرة من مشروع “سمارت دوار”. على سبيل المثال، توسعة نطاق المشروع لتشمل 8 دواوير (بدلاً من 3)، بما في ذلك إيغيل (مركز الزلزال) وأغبار (الأكثر بعدًا والأفقر، على حدود تارودانت). يتم تمويل الـ 32 تركيبًا الحالية بنسبة 100٪ من قبل متبرعين دوليين، بفضل حملة التجميع التي قادها يوسف كوتاري، رائد الأعمال والمؤثر ومؤسس “كوت كو كوت” “Kout que Kout”.
وشهدت عملية التحسينات التكنولوجية تحولًا من 30 إلى 40 ميجابت في الثانية، وتخفيضًا في الميزانية من 25,000 إلى 15,000 درهم لكل تركيب، وتركيبات على المدارس المؤقتة، وتركيبات حصرية في القرى التي تتمتع بالوصول إلى الكهرباء (دون الحاجة إلى طاقة شمسية)، ودمج عمود بطول 6 أمتار مع واي فاي في الهواء الطلق يغطي مسافة تصل إلى 200 متر. تمت دراسة مواقع التثبيت وتحديدها , بشراكة مع Nortis.
الفاعلون الرئيسيون: محركات التغيير
يعتمد نجاح هذا المشروع على التحرك الاستثنائي للعديد من الفاعلين. لقد لعب كل من منير الصنهاجي، خالد شفاقي، ويوسف هاروشي من اللجنة الاجتماعية في APEBI دورًا مهما و فعالا منذ البداية، مما يظهر أن التضامن والالتزام هما ركيزتي الابتكار.
“الدواوير الذكية” هو أكثر من مشروع تكنولوجي. إنه مثال واقع على تسخير التكنولوجيا برؤية إنسانية، لتحويل المجتمعات التي تضررت من قبل الأحداث الطبيعية إلى واحات رقمية، معززة بذلك التأثير الإيجابي لتكنولوجيا المعلومات في المغرب.